ايجابيات وسلبيات التلفاز على الاطفال
التلفاز من الوسائل التي استخدمها الآباء بشكل شائع لتسلية الأطفال والحفاظ على صحة نفسية وعقلية طفلهم، ومع ذلك فمن المهم أن نتحدث عن الأثر الذي يمكن أن يخلفه التلفاز على الأطفال، لأنه يحتوي على جوانب إيجابية وسلبية في نفس الوقت. في هذا المقال سوف نستعرض معًا ما هي إيجابيات وسلبيات التلفاز على عقول ونمو أطفالنا.
تأثير التلفاز على الأداء الدراسي
تشير الدراسات العلمية إلى أن هناك تأثير سلبي لمشاهدة التلفاز على الأداء الدراسي لدى الأطفال. فعندما يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشة، يقل تركيزهم ويقل اهتمامهم بالدراسة وينخفض مستواهم العام. وقد ثبت أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لفترات طويلة يعانون من نقص في القدرة على التركيز والحفظ، مما يؤثر على نتائجهم الدراسية. لذلك ينصح الخبراء بتقليل ساعات مشاهدة التلفاز للأطفال وتشجيعهم على القراءة والدراسة والمشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية. فالتلفاز لا يمكن أن يحل محل الدراسة والتعليم الحقيقي.
البرامج التعليمية والوثائقية وتطور الطفل
يشكل التلفزيون منصة للتعليم والتثقيف للأطفال، خصوصاً في البرامج التعليمية والوثائقية التي تساعد الطفل على التعرف على العالم المحيط به وتطور مهاراته العقلية والاجتماعية. وتعمل هذه البرامج على توسيع رؤية وثقافة الطفل وتحرّكه لإنجازات أكبر في مجالات متعددة مثل العلوم والتاريخ والثقافة والفنون. ولا يقتصر الأمر فقط على البرامج التعليمية، بل يمكن أن تكون برامج الهواية والرياضة فرصة لتحفيز الطفل على قضاء وقت ممتع ومفيد في نفس الوقت، وتشجيعه على الابتكار والإبداع. وبجانب ذلك، يُمكن للوالدين استغلال هذه البرامج التعليمية والوثائقية في تحفيز الطفل على قضاء أوقات كثيرة ممتعة وتعليمية في البيت بدلاً من النزول إلى الشارع وتعرضه للخطورة، كجزء من إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
تأثير التلفاز على لغة ونمو الطفل
تؤثر مشاهدة التلفاز على لغة الطفل ونموه بطريقة سلبية، إذ تؤدي إلى عزل الطفل عن محيطه ومنعه من سماع اللغة واستخدامها بشكل صحيح، مما يؤثر على تطور مهاراته اللغوية. كما تقلل المداعبة اللفظية التي تقوم بها الأم وتعدّد الأصوات التي يسمعها الطفل بشكل يومي، ومن ثم يظهر التلفزيون كعامل سلبي على لغة وتعلّم الأطفال. على النقيض، يمكن أن يحمل التلفزيون تأثيرات إيجابية بفضل البرامج التعليمية والوثائقية، حيث تساعد على تطوير مهارات الطفل في اللغة وفي نموه العقلي بشكل عام. لذا، يجب على الآباء الاهتمام بتحديد البرامج والأفلام التي يشاهدها أطفالهم وتقليل ساعات المشاهدة لتفادي تأثيرها السلبي.
ساعات مشاهدة التلفاز وتأثيرها السلبي
يعد تأثير الساعات المستغرقة لمشاهدة التلفاز على الأطفال من الجوانب الأكثر إهمالًا عند العديد من الآباء والمربين. فمشاهدة التلفاز لفترات طويلة تتسبب في العديد من المشكلات الصحية والنفسية الخطيرة على الأطفال، مثل زيادة الوزن والسمنة، وتقليل الحركة الجسدية. بالإضافة إلى انخفاض الاهتمام بالنشاطات الاجتماعية والتحصيل العلمي، وقدرات التفكير والتعلم بشكل عام. ولذلك، يجب على الآباء والمربين تحديد ساعات مشاهدة التلفاز ومراقبتها بشكل دائم، والتأكد من تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة صحية متنوعة بدلاً من الجلوس أمام التلفاز طوال اليوم.
آلية عمل التلفاز وتأثيرها الإيجابي
تعتبر آلية عمل التلفاز سهلة جداً، وبفضل التقنيات المتطورة في العالم الحديث، صار بإمكان الأطفال الانتقال بين القنوات واختيار البرامج التي يشتهون مشاهدتها بكل سهولة. وبحسب البحوث الحديثة، يمكن للتلفاز أن يكون ذو تأثير إيجابي على الأطفال، فعند مشاهدتهم للبرامج التعليمية والوثائقية، يمكن أن يتعلّموا العديد من الأشياء الجديدة ويتوسعوا في معرفتهم بالعالم، كما أنه يمكن للتلفاز أن يعزز الابتكار والابداع لدي الأطفال. ومن الأفضل استخدام التلفاز كأداة لتعَلُّم الأطفال بحذر، والتحكم في الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة، والمشاركة معهم بتحديد أبرز البرامج الإيجابية التي يمكن متابعتها.
التحدث والحوار بين العائلة بسبب التلفاز
تؤثر مشاهدة التلفاز على التحدث والحوار بين أفراد الأسرة، إذ يمكن أن تشكل برامج التلفاز موضوعاً لمناقشة وحوار بين أفراد العائلة وخاصة الأطفال. من خلال ذلك، يمكن إضافة قيمة تعليمية إلى وقت المشاهدة، حيث يمكن للأهل أن يشرحوا المعلومات المتعلقة بموضوع البرنامج وأن يدافعوا عن وجهات نظرهم، بينما يتعلم الأطفال مهارات النقاش والاستماع.
ومن الجدير بالذكر أن التلفاز يمكن أن يجعل وقت الاسترخاء في المنزل أكثر متعة وتفاعلاً بين أفراد الأسرة، إذ يمكن للجميع مشاهدة البرامج المفضلة لديهم ومناقشتها مع بعضهم البعض. ومن أجل ضمان التفاعل الإيجابي بين الأهل والأطفال، ينبغي أن يكون الحوار حول المواضيع المناسبة وفي إطار الاحترام المتبادل، لتحقيق الهدف من هذه الفعالية العائلية المرحة.
مشاهدة التلفاز وتنمية الحس الإبداعي
يعتبر مشاهدة التلفاز واحداً من الوسائل التي تساعد في تنمية حس الإبداع والتفكير الخلاق لدى الأطفال. فالأفلام والبرامج التلفزيونية الخلاقة تعرض تجارب جديدة وممتعة على الأطفال، مما يساعد في تحفيز خيالهم وتنمية قدراتهم الإبداعية. كما أن مشاهدة الأفلام التصويرية والكارتونية، تختبر القدرة الإدراكية والحس الفني للأطفال، وتحفّز أطفالنا على الإستماع للحكايات والقصص. ولكن يجب الانتباه لفترة المشاهدة ومحتوى البرامج التي يشاهدها الأطفال، لأن إدمان مشاهدة التلفاز والسهو عن الأنشطة الأخرى يؤدي إلى تقليل التحفيز الإبداعي للأطفال.إذا كان للتلفزيون دور إيجابي في حياة الطفل، فأن صحيح؟ لكن ينبغي إتباع بعض الإرشادات لجعل تلك المشاهدة تناسب العمر والطفل ومحتوى الرسوم المطلوبة، والاهتمام بتقليل الوقت المتابعة، وتقديم البرامج التي تساعد على تنمية الإبداع والتفكير الخلاق لدى الأطفال.
مشاهدة التلفاز وخلق الروتين والابتعاد عن النشاط
أظهرت الدراسات أن مشاهدة التلفاز لفترات طويلة تؤدي إلى خلق روتين يؤثر سلباً على نشاط الطفل. فالجلوس لساعات أمام الشاشة يجعل الطفل يفقد الرغبة في الاستمتاع باللعب والنشاط الجسدي المهم للنمو الصحيح. وبمجرد أن يتأثر الطفل بتلك العادة السيئة، يجد صعوبة في الابتعاد عن التلفاز وبالتالي يصبح أقل نشاطاً وحركة. لذا، ينصح الخبراء بتقليل وقت مشاهدة التلفاز للأطفال وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الخارجية الصحية والتفاعلية. كما يجب تشجيع الطفل على تقدير وقته والقيام بأشياء مفيدة ومبتكرة داخل المنزل والابتعاد عن روتين تلفازي مضر بصحتهم.
تأثير التلفاز على الصحة العامة للأطفال
تأثير التلفاز على الصحة العامة للأطفال يعد من العوامل التي تحتاج إلى دراسة متعمقة، فقد وجدت الدراسات العلمية الحديثة أنّ مشاهدة التلفاز بشكلٍ مفرط تؤثر سلبًا على صحة الطفل، وتزيد خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وضعف الإيمان بالذات واليأس، وتسبب الفتنة وتخترق الخصوصية الأسرية، وتزيد نسبة الجلوس والوقوف بشكلٍ لا يؤثر إيجابًا على الجهاز الهضمي والقلب. لذلك، يُنصح بتقليل ساعات مشاهدة التلفاز وتشجيع الأطفال على ممارسة النشاطات الحركية والألعاب الرياضية، وزيادة القراءة والتعلُّم واللعب الخارجي والتعبير الإبداعي.
نصائح الخبراء لتقليل مشاهدة التلفاز للأطفال
تُعدّ مشاهدة التلفاز من العادات السيئة التي تؤثّر بشكل كبير على صحة الأطفال ونموهم العقلي. ولهذا السبب، يوصي الخبراء بأن يقلّل الأهل من وقت التلفاز الذي يشاهده الأطفال وذلك بإتباع بعض النصائح المفيدة والتي من شأنها تقليل تأثير التلفاز السلبي على الأطفال. من هذه النصائح، تحديد كمية الوقت الذي يقضيه الطفل أمام التلفاز وتحديد الأوقات التي يُسمح له فيها بمشاهدة التلفاز، كما يمكن إيجاد بدائل مسلّية للأطفال بعيدًا عن التلفاز، مثل العب الخارجية والتفاعل الاجتماعي والقراءة. باختصار، ينبغي توخي الحذر والاهتمام بتقليل وقت مشاهدة التلفاز للأطفال، حيث أنّ ذلك يلعب دورًا هامًا في تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتحسين صحتهم العامة.